أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - كارل بوبر ومعايير العلمية (الجزء الثاني)














المزيد.....

كارل بوبر ومعايير العلمية (الجزء الثاني)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7958 - 2024 / 4 / 25 - 23:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


3 - بعض جوانب عمل كارل بوبر
النسبية والواقعية
كان اهتمام كارل بوبر ثلاثيا في ما يخص التمايز وتأهيل المعرفة العلمية في مقابل العقائد الإيديولوجية. سلط الضوء على مسألة ترسيم الحدود التي لا تزال أكثر راهنية من أي وقت مضى! وأشار إلى أن الطريقة وليس النتيجة هي التي تسمح لنا بالحكم على العلمية. وأظهر أن التحقق غير كاف كمعيار لترسيم الحدود، وبالتالي زاد من متطلبات إعلان المعرفة علمية. وعلى هذا النحو، فهو يتعارض مع النسبية من خلال إظهار أن جميع المعارف ليست متساوية ولا يمكن استيعابها أو الخلط بينها.
ومن ناحية أخرى، من خلال التأكيد على الطبيعة التخمينية للمعرفة التي توفرها العلوم، جلب الماء إلى مطحنة النسبية.
تحدث بوبر بانتظام عن التخمينات أو الفرضيات لتأهيل النظريات العلمية. خلال إحدى المحاضرات (1936)، ذهب إلى حد التأكيد على أنه "كان من المفترض، خطأً، أن المعرفة العلمية هي شكل من أشكال المعرفة" (بحث غير مكتمل، ص: 151)، في حين أن هذا مجرد افتراض. وهذا ما جعل الجمهور يضحك. وأشار (بوبر) إلى التطور المستمر للمعرفة العلمية.
يقدم العلم المعرفة التي تكون لها، في لحظة معينة، قيمة حقيقة معينة، واحتمالية. إذا كانت المعرفة العلمية مجرد فرضيات وتخمينات غير مؤكدة، أي أنها ليست معلومات محتملة عن العالم، فلا يمكن تمييزها عن الرأي أو العقيدة الدينية البعيدة الاحتمال. وفي هذه الحالة، سيكون كل شيء متساوياً، وسيكون من غير المجدي التأكيد على معايير ترسيم الحدود. لكن، على وجه التحديد، يوضح بوبر أن هناك فرقا وأن العلم يمنح نفسه الوسائل اللازمة لمواجهة العالم الذي يعطي شرعية لنتائجه. ويقول أيضاً في "تخمينات وتفنيدات" (ص: 362):
"هدفنا كعلماء هو اكتشاف الحقيقة" وتهدف النظريات إلى تقديم "افتراضات حقيقية حول بنية العالم".
طرح كارل بوبر مفهوم "الاحتمالية" (vérisimilitude) لشرح التفاعل بين الطابع الافتراضي للمعرفة المكتسبة علميا والبحث عن الحقيقة. ومع استبعاد (دحض) النظريات الأقل جودة، تتعزز احتمالية تلك التي قاومت: وتزداد درجة قابليتها للواقع. يؤدي التفنيد غير الحاسم للنظرية إلى زيادة إمكانية التحقق منها وتوسيع نطاق تطبيقها. إذا لم تكن النظرية العلمية صحيحة تماما، فإن موضوعيتها ، أي ملاءمتها للواقع، تزداد قوة. لم يؤيد بوبر الشكوكية النسبية، فهو يعتقد أنه من الممكن الاقتراب من الحقيقة في شكل موضوعية.
الاسبطان مقابل الاستقراء
للاستقراء معان مختلفة. وكما انتقده ديفيد هيوم، فإن الاستقراء هو ببساطة تفكير خاطئ يستخلص نتيجة معينة حول المستقبل من انتظامات الماضي. وقد وسع بوبر نطاقه نحو تشكيل العلم:
"يمكننا بالتالي أن نؤكد أن النظريات لا يمكن أبدا استنتاجها من قضايا الملاحظة، ولا يمكن الحصول منها على مبرر عقلاني" (تخمينات وتفنيدات، ص: 73).
يتمثل الاستنباط في العلم في التنبؤ، انطلاقا من حالة معروفة من الواقع، بما سيحدث بناءً على نظرية ما. نحن "نستنبط" من النظرية أن حقيقة أو حدثا معينا سيحدث. جميع العلوم تستخدم الاستنباط. لكن بوبر يعطيه مكانة مركزية، لأنه يشير إلى الفيزياء النظرية وعلم الكونيات حيث يكون استقلال النظري قويا، وبالتالي يكون الجانب الاستنباطي هو الغالب. تم تأكيد أطروحة بوبر من قبل ألبرت أينشتاين الذي كتب:
"لقد تعلمت شيئا آخر من نظرية الجاذبية: لا يمكن لمجموعة من الحقائق التجريبية، مهما كانت واسعة النطاق، أن تنشئ معادلات معقدة [مثل تلك الخاصة بالجاذبية]. يمكن اختبار النظرية عن طريق التجربة، ولكن لا يوجد مسار محدد يؤدي من التجربة إلى إنشاء نظرية" (أينشتاين أ.، ملاحظات السيرة الذاتية، استشهد به باتي ميشيل، ص: 364) .
إن تأكيد أب للنسبية أطروحة بوبر يجعلها مقنعة. ومع ذلك، هذا لا يعني أنها قابلة للتعميم.
في البيولوجيا، تعتبر الملاحظة والتجريب ضروريتين لظهور المفاهيم المجردة والعامة. ومن ثم، فإن فكرة أن العضويات الحية تتكون من خلايا محدودة بغشاء يشتمل على عضيات وكروموسومات (في النواة عموما) لم تتم صياغتها بشكل قبلي واستنباطي. ومع ذلك فهي معرفة علمية. وقد تم إنتاجها «من قضايا الملاحظة»، حسب صيغة كارل بوبر، من خلال تجريدها وتعميمها. هذه النظرية الخلوية ليست تفسيرية، بل هي منمذجة (بتكسير الذال)، ولا تدعي الكونية (قد توجد أنواع أخرى من الحياة). وهذا لا يمنع من إجراء استنباطات في البيولجيا، ولكن الشكل العام للمعرفة لا يمكن أن يسمى "استنباطيا".
ليست كل العلوم مبنية على نفس النموذج. هناك تعدد على التوالي في الاستقراء والاستنباط وفق المجال العلمي (وحتى داخل مجال معين). بعض العلوم مجردة للغاية، ولها غرض تفسيري كوني مثل الفيزياء النظرية. فهي بشكل عام "استنباطية". والبعض الآخر، مثل البولوجيا، يعتمد أكثر على النمذجة؛ وتتشكل نظرياتها من خلال تركيبات مجردة ناتجة عن الملاحظات. فهي بشكل عام "استقرائية".
إن التمشي من النوع الافتراضي الاستنباطي موجود دائما، ولكن بدرجات متفاوتة ولا يتدخل في نفس الوقت في هذين النوعين من العلوم. ويفترض وجود نظرية مشكلة انطلاقا منها نخرج بفرضيات نخضعها لاختبار الوقائع (عن طريق تجارب أو ملاحظات). إلا أن تشكيل هذه النظرية وشكلها يختلف من علم إلى آخر. ولذلك لا يمكن أن نجعل من الاستنباط معيارا لتحديد العلم، لأنه من شأنه أن يستبعد جزء كبيرا من المعرفة التي، علاوة على ذلك، نحن على يقين من أنها تستحق الوصف العلمي.
المصدر: https://philosciences.com/karl-popper-et-les-criteres-de-la-scientificite



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد المقصود راشدي يتحدث عن فضيحة نهب المال العام التي تورط ف ...
- الحرب السجالية بين القدماء والمحدثين في الأدب الفرنسي تقديم ...
- بمعنويات هابطة، على فراش المرض ومشارف الموت، آلان دولون يوجه ...
- طنجة: مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية يدعو الجهات المسؤو ...
- كارل بوبر ومعايير العلمية (الجزء الأول) ترجمة: أحمد رباص
- جورج كانغيلام: الفلسفة وخارجها/ ترجمة: أحمد رباص
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع توجه رسالة مفتوح ...
- النقابة الوطنية للعدل/كدش تدعو موظفي هيئة كتاب الضبط إلى خوض ...
- جورج كانغيلام: الفلسفة وخارجها (الجزء السادس والأخير)
- الجيهة المفربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدين الاعتقالات ...
- جورج كانغيلام: الفلسفة وخارجها (الجزء الخامس)
- أعوان الحراسة الخاصة والنظافة والطبخ بعلنون عن تنظيم وقفة اح ...
- التنسيق التعليمي الميداني ينفذ برنامجا نضاليا خلال الأيام ال ...
- جورج كانغيلام: الفلسفة وخارجها (الجزء الرابع)
- فركوس.. فضيحة من العيار الثقيل
- هل تهدف لجنة دعم المهرجانات والتظاهرات السينمائية إلى توزيع ...
- جورج كانغيلام: الفلسفة وخارجها (الجزء الثالث)
- جورج كانغيلام: الفلسفة وخارجها (الجزء الثاني)
- كانغيليم: الفلسفة وخارجها (الجزء الاول)
- فاس: النقابة الديمقراطية للعدل تدعو إلى إضراب وطني إنذاري لم ...


المزيد.....




- فحص الحمض النووي يفضح متهمًا بعد -40 سنة- من ارتكاب جريمة شن ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إطلاق 10 صواريخ على معبر كرم أبو سالم. ...
- مصر تحتفل بأقدم الأعياد في العالم بتناول الفسيخ والرنجة.. وخ ...
- وسائل إعلام: مدير الـ -C.I.A- يسافر إلى الدوحة لعقد اجتماع ط ...
- فيديو: إصابة 10 جنود إسرائيليين على الأقل في هجوم صاروخي لحم ...
- غزة ـ تواصل محادثات الهدنة وإسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ...
- بعد قرار الحكومة إغلاقها.. وقف بث قناة الجزيرة في إسرائيل
- تصوير جوي يظهر آثار فيضانات عارمة في مدينة برازيلية
- قتل حماته وتخفى بعباية.. التحقيقات تكشف بعض تفاصيل جريمة -مد ...
- مطالبات بإجلاء 400 شخص من سكان منطقة شمالية في اليابان بسبب ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - كارل بوبر ومعايير العلمية (الجزء الثاني)